Freesia - المرأة التونسية بين أمس أصيل و غد أجمل

المرأة التونسية بين أمس أصيل و غد أجمل
4935

By: LoBna Ben Abdallah Sat, 10 Jan 2015 17:10:40


     كتبتُ، كتبتُ.. فلم يبق حرفُوصفتُ،  وصفتُ.. فلم يبق وصفُ أقولُ، إذا،  باختصار ٍ وأمضينســاءُ بـلادي..نســـاءٌ و نصفُ'‘... هكذا وصف الشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد المرأة التونسية .تلك التي خاضت حوالي قرن من النضال من أجل الحرية والمساواة والتي أصبحت قدوة للنساء العربيات.

     المرأة التونسية التي أصبحت تثير فضول العالم أجمع هي في نفس الوقت البربرية والفينيقية والقرطاجية والرومانية والبيزنطية والعربية المسلمة .فهي منذ القديم كانت تناضل من أجل أن تحقق مكانتها في المجتمع وقد عملت جاهدة لتخلص من كل القيود التي تحول دون تقدمها... إذ أنها وقفت جنباً إلى جنب مع الرجل إبان الحركة الوطنية حيث ساعدت في تحرير أرض تونس من براثن الاستعمار وخاضت معركة الاستقلال وساهمت في إرساء دعائم الدولة الحديثة... المرأة التونسية هي الأم الريفية التي زرعت في أبنائها حب الوطن والأرض وسهرت الليالي الطوال تحنو على أبنائها وتحلم معهم بمستقبل أفضل من حاضرها التعيس... هي أيضاً الحرفية في بيتها وورشتها تصنع يداها من أديم الأرض و من سعف نخيل الجنوب ما يشهد على فطنتها ومهارتها وأصالتها...هي العاملة في المصنع تشقى الساعات الطوال مقابل الأجر الزهيد والاستغلال لتعول أسرتها...هي التلميذة والطالبة في الجامعة تقدم كل يوما درساً في المساواة لشعوب الأرض بأن المرأة ليست أقل فطنة او ذكاء...هي المدرّسة في أقاصي الأرياف تخط على سبورة بالية أحلاما تترسخ في ذهن أبنائنا تزرع بذور حب الوطن و بذور الفطنة و إعمال العقل، تخط في الصفحات البيضاء لقاحاً ضد الجذب للوراء والعدمية و الظلامية...هي المناضلة التي لا تنحني للتعذيب و للظلم والقهر والدكتاتورية ترسم مع كل كلمة وفكرة وإبداع مستقبل أجمل لوطنها .

    هي المرأة التي خرجت مع ابنها وزوجها دفاعاً عن حق أبنائها في رغيف الخبز سنة ١٩٨٤ وهي التي خرجت لتقول لا للمحاباة لا للنهب لا للمحسوبية لا للتهميش سنة ٢٠٠٨ وقدمت ابنها وزوجها وأخاها  شهداء فداءاً للوطن وقد علا صوتها فوق صوت الرصاص في الشوارع التونسية  ،هي التي أبهرت العالم بثورة على الاستبداد وهي اليوم تؤسس مع الرجل مستقبلها ومستقبل أبنائها لعقود قادمة .

    المرأة التونسية التي اكتسحت جميع الميادين فنجدها في الميدان السياسي والميدان الاقتصادي وميدان الصحة فهي الوزيرة وعضو في المجلس النواب وهي الموظفة في الإدارة والإعلامية والقاضية والمحامية والطبيبة والفلاحة والعاملة ....لم تنس مملكتها الأولى وهي عائلتها و زوجها فتعلمها وثقافتها كانا عاملاً من العوامل التي ساهمت  في الرفع من مستوى أولادها والنهوض بهم كما ساهمت في ازدهار بلدها ولا زالت تعمل على أن تكون عنصر فاعل في التغيرات التي تعيشها البلاد التونسية بعد ثورة الياسمين.



0

صفحتنا على الفيسبوك


متابعة

تواصل معنا دائما

إشترك الآن في قائمة المتابعة ليصلك آخر الأخبار والمستجدات